كيف نحصل علي غذاء صحي مثالي , متي وكيف نأكل



نمط الغذاء الصحي المثالي هو الشغل الشاغل لكثير من الخبر اء ومن الناس أيضا، عن توقيت تناول الطعام ونوع الريجيم المناسب لكل منا، بمعنى أخر: متى نأكل وماذا نأكل وبأي قدر؟ حتى نحافظ على أجسامنا قوية ورشيقة.

توجهنا بهذه الاسئلة لتجيبنا عنها د. لينا سرحان اخصائية العلاج البديل والتكميلي والشمولي. فقالت إن أصح الطرق التي يمكن لي فرد اتباعها هي أن يأكل فقط عندما يجوع. ويتوقف عن الأكل قبل الشبع. وأن هذا السلوك من شأنه أن يؤدي مع طول فترة إتباعه إلى تصغير حجم المعدة. وترويض النفس لتبتعد عن شهوة الاكل التي يعقبها البدانة وإدمان الطعام وتخريب الصحة والسلامة النفسية والجسدية. وما عدا ذلك من سلوكيات وأنظمة، مثل أن نأكل كل 3 ساعات أو نأكل وجبة واحدة في اليوم، أو نأكل ثلاث مرات ... الخ، كل هذه السلوكيات بمثابة موضات، تشتد فترة، وتضعف فترة. ولكل منّا مطلق الحرية في أن يحدد النظام الذي يصلح مع ظروف حياته ووقته المسموح.

هل هناك نمط غذائي صحي يناسب الجميع؟

وعن طبيعة نمط الغذاء الصحي المثالي: ما نأكل وكميته؟. تجيب د. لينا: من الأفضل للشخص أن يطبق مقولة (قلل ولا تمنع). لأن الممنوع مرغوب. والمنع والحرمان سوف يعقبه في النهاية إنفجار غذائي لإشباع هذا الحرمان، وبالتالي سوف نفسد شهيتنا وأجسامنا بهذا السلوك الخاطئ. ويمكن ان نستبدله ببساطة بسلوك أخر يتسم بالرفق في معاملة النفس والتغيير بهدوء. بمعنى أن نتبع مقولة خير الأمور أدومها وإن قل. فإذا كنا بصدد تنظيم حياتنا الغذائية فعلينا أن ننتقل ببطء ولكن باستمرار نحو الغذاء الصحي. والذي يتكون في أغلبه من الخضروات والفواكه والبروتينات. وفي نهاية القائمة تأتي الكربوهيدرات والدهون. وحبذا لو امتنعنا نهائيا عن السكريات والحلويات، ونستبدلها بالعسل والمحليات الطبيعية مثل التمر وغيره من أنواع الفاكهة. وكلن كما قلنا يكون هذا الامتناع بقناعة وبالتدريج.

وتضيف د. لينا أنه علينا أن نحترم طبيعة وتفضيلات كل شخص في تحديد نوع الغذاء وكميته ووقته، فما يصلح لأحدهم بالتأكيد لن يصلح للأخر. والتجربة تفيد بأنه لن يتمكن أي شخص من العيش في حالة ريجيم طوال عمره. وإنما سوف يلتزم به فترة ثم يعود مرة أخرى لنظام يناسب طبيعة حياته وظروفه ودخله وتفضيلاته من المنتجات المختلفة. وإن لم يناسب الريجيم هذا الاختلاف فسوف ينتهي به الأمر للفشل ولن يكتب له الاستمرار.

كيف تؤثر السلوكيات على نمط الغذاء الذي نتبعه؟

ومن القناعات المؤسفة في الوطن العربي أن الاسراف في الطعام في الحفلات دليلا على الكرم، وأن  تبادل الأطعمة دليل المحبة وأن متعة الصحبة والأصدقاء لن تكتمل إلا بكيس كبير من المقرمشات، والحقيقة التي يجب ان نعطي لها بالاً، أن صناعة الأغذية تستخدم مواد تجعلنا نقبل عليها بشراهة، مثل السكر ومكسبات الطعم واللون والرائحة. هذه المواد تجعلنا نستهلك أكثر ومع الوقت ندخل في حالة شديدة الشبه بالإدمان ، فالسكر مثله مثل الكوكايين، وكلما استهلكنا منه كمية سنعتاد عليها ولن نلبث أن نحتاج لكمية أكبر في المرة القادمة، ومرة بعد أخرى نحتاج شيبسي أكثر ومعجنات أكثر، والعلاج يكمن في استبدال الأكل غير الصحي بالأكل الصحي يعني كلما تجمعنا وأكلنا أكل طبيعي فهذا هو بداية طريق العلاج الذي سيقلل شراهتنا، أن لا تخلو لنا وجبة من السلاطة الخضراء وسلاطة الافوكادو وسلاطة الطماطم مع البصل أو الخيار والجزر مع اللبن والزبادي واللبنة والمكسرات النيئة والمدخنة بدل المقرمشات المضرة إنها مثل الأدوية ولكن بطريقة طبيعية.

دور الرياضة في تدعيم نمط الغذاء والعادات الصحية:

وإذا تحدثنا عن قدرة الرياضة على التغيير والاستشفاء فحدث ولا حرج ،  يكفي أن نعرف أن نص ساعة يوميا مشي أو جري أو أي رياضة هوائية نضمن بها صحة القلب. وأن يضخ الدم بطريقة جيدة لجميع أجزاء الجسم. ونقضي بها على التوتر أيضا، لأن الرياضة تساعد الجسم على إفراز الاندروفينات التي تسبب السعادة، فالرياضة لمن لا يعرف فوائدها كثيرة جدا. وأي نوع من الرياضات يكفي، حتى الرقص الايقاعي، ونط الحبل، وكيس البوكسينج الذي يفيد جدا في تقوية الأرجل واليدين.

ومن هنا نصل إلى أن القناعات لها تأثير قوي على المناعة وكأنها مناعة أخرى، وذلك لأن ما تؤمن به تراه ، فإن أمن الشخص وصدّق أنه بدين وسيظل كذلك وأنه لا حل لهذه المشكلة، فهذا حرفيا ما سيحدث. وإن أمن أنه من الممكن أن ينحف، وأن يتعافى من مرضه، وأن عليه أن يعمل بمبدأ التدرج. وباتباعه سيصل شيئاً فشيئاً لأهدافه. ومن هنا يحيط نفسه بأكل صحي وبنفس إيجابية متقبلة التغيير. وأن يبحث عن الاسباب، فسوف يحقق بكل تأكيد حياة صحية، وجسم قوي رشيق، وذلك لأن الجسم يجدد خلاياه كل فترة، دائما هناك وقت مناسب، ودائما هناك فرصة وبداية، وأن بدأت متأخرا أفضل من أن لا تبدأ. فقط علينا أن نضع الهدف ونسعى إليه.

دور إعلانات الطعام في تخريب نمط الغذاء الصحي:

ولعل من أبرز الأدوار التي يجب على الأمهات خصوصا. والأسرة عموما القيام بها، هو تعديل سلوكيات وقناعات الاطفال تجاه الاكل الصحي والرياضة المتوازنة، فنحن محاصرون بالاعلانات وبجو عام يشجع على الشراهة في تناول الطعام. ويشجع على أن نخاف من الأكل.

 فنحن في حساب مستمر وفي مراقبة دائمة وكأننا نفقد حريتنا الغذائية. التي تقتضي أن يحدد كل منا متى يأكل وماذا يأكل؟، لانه من السهل ان نعرف ما هو الاكل الصحي، ولكن من الصعب أن نعتاد عليه ونقتنع به، إذا لم يكن هو الأكل الذي نحبه، والذي نشتهيه. ومن هنا نفشل في تجارب الدايت الجاهزة، والتي لا تحترم تفضيلات كل شخص والتي تختلف بطبيعة الحال عن تفضيلات أي شخص آخر، يوجد حولنا الكثير من كوكيز ورقائق البطاطس والمعلبات والبسكوتات ... الخ.

هل تتأثر الأطفال بنمط الغذاء عند الكبار؟

تعاني من هذا الأمر أطفالنا أيضا. فنجد أحيانا طفل يذهب بخمس أكياس من المقرمشات. وطفل آخر بدون ولا كيس، وإذا أردنا إصلاح الامر فلن نتمكن من ذلك دفعة واحدة ، ولكن يمكننا أن نتبع معهم سياسة التدرج التي تحدثنا عنها سابقاً، ونبدأ بإضافة الأكل الصحي الجيد ليحل محل الأكل غير الصحي، بمعنى أن نعطي الطفل في طريقه للمدرسة عدد أقل من أكياس رقائق البطاطس بالإضافة إلى كمية من البطاطس المقلية في البيت. وحبذا لو قليناها بطريقة صحية باستخدام الفرن أو المقالي الكهربائية، أيضا ممكن نجهز لمن يحب من أطفالنا المقرمشات، مثل تشيكن ناجتس بشكل صحي وطازج في البيت. أو نضع له في صندوق الغذاء تفاح مثلاً. لأنه يعطي للدماغ نفس صوت القرمشة المعتاد عليه في المقرمشات. وأعواد الخس أيضا تقوم بنفس المهمة، فتعمل على إرضاء شهيتنا لشيء مقرمش.

ومن الممكن أيضاً أن نستخدم البهارات، بنفس النوعيات التي يستخدمونها في أكلات المطاعم الجاهزة فتعطينا طعم لذيذ ورائحة طيبة، وصار ممكنا الأن عمل اللانشون الصحي في البيت أو شرائح صدور الدجاج المسلوق بدل اللانشون والحمص المطحون بدل المايونيز والهوت دوج من عند جزار موثوق فيه ثم نطهيه في البيت.

كيف نصلح الأمر؟

ممكن أيضا أن نجهز كمية من الفواكهة المجففة، مثل العنب أو الكرز أو المشمش أو البرتقال، لو الطفل بيحب السكريات. ولو بيحب الطعم الطعم الحامض، نضع له ليمون. ولا ننسى المكسرات، فهي ذات قيمة غذائية عالية. فكلما احتوت الوجبة على مكسرات وزيوت نافعة ومكسرات وبذر الكتان وبذور الشيا كلما قل الإلحاح على الطعام. وعلينا أن نلاحظ أن الجوع الحقيقي يأتي من المعدة. وليس من الدماغ. وشيئاً فشيئاً ستقل الشراهة، وسينعكس ذلك على مناعة أجسامنا ومناعة أجسام أولادنا، المناعة تبنى عن طريق الغذاء الجيد. ومن هنا تأتي أهمية التنوع في الاكلات ليحتوي طعامنا على كل العناصر الغذائية، ان يكون الغذاء حقيقي وليس مُصَنّع أو تسالي.

سلوكيات التأمل تقوي المناعة:

وبعض السلوكيات التي تقوي المناعة المشي على الارض بدون حذاء وهو ما يسمونه الايرسينج، ويعني أن تلمس الارض، لإننا ننسى أن نلمس الأرض في حين انه سلوك صحي ممتاز جداّ ، أن نمشي فترة من اليوم حافيين على الارض لأن هناك مراكز شبع من القدم للدماغ وللمعدة وهي واحدة من الاساليب التي تقوي المناعة. وأيضا الاعشاب الطبيعية مثل اكليل الجبل والمريمة والاوريجانو والريحان يمكن أن نستخدمها كتوابل او كشاي.

وكنصيحة نبدأ بها اليوم لزيادة معدلات الحرق وزيادة الطاقة والتركيز، يمكننا تناول كأس دافي من الماء مع عصرة لمون وخل التفاح فهي تهيأ الجهاز الهضمي ليقوم بدوره جيداً  وحبذا لو خصصنا من وقتنا كل يوم 5 دقائق للتامل، لنجلس في مكان مريح ونسمع صوت أجسامنا وصوت أنفاسنا وصوت القلب والدماغ، سوف سيخفف هذا السلوك من التوتر وتزداد المقاومة للأمراض وتشير الأبحاث إلى فوائد التأمل. فتؤكد أن مجرد 5 دقائق يومياً من التأمل كفيلة بتقليل نسبة الاصابة بالالتهابات 70%، وذلك لأن يرتاح الجسم فلا تشغله أي فكرة  إن التأمل هدية رائعة تستحق أن يقدمها كل منا لنفسه كل اليوم.

أحدث أقدم