سوق زنقة الستات في المنشية

سوق زنقة الستات في المنشية

تشتهر مدينة الاسكندرية ومنطقة المنشية بالتحديد بالعديد من الاسواق التي يتوافد اليه مواطني الاسكندرية لشراء احتياجاتهم , ويعتبر سوق "زنقة الستات" من الاسواق القديمة هناك . داخل السوق تتراص الدكاكين كأنها تتزاحم او تأخذ برقاب بعضها البعض . ويتفنن البائعين في عرض اجود انواع الاقمشة والستائر المرصعة بحباب الخرز والترتر , بالاضافة الي اكسسوارات النساء , الاقمشة وغيرها .

سوق زنقة الستات يشبه المتاهة، حيث يمكن دخوله والخروج منه من عدة أماكن مختلفة . ولا يزيد طولة عن 350 متراً يحيط به سوق الصاغة وشارع فرنسا وسوق الخيط وسوق القماش .  وتمتد المحال عي خط متوازي تحت منازل يزيد عمرها عن 115 عام . 

سوق زنقة الستات في المنشية

يأتي الي السوق سيدات الطبقة الراقية والطبقات المتوسطة والفقيرة . فالفتيات والسيدات لا يرضين عنه بديلا لتلبيه احتياجاتهن ، وتظل «زنقة الستات» حلماً يراود الفتيات الصغيرات مرتبطاً بدخولهن للقفص الذهبي وعثورهن على فرسان أحلامهن . حيث تذهب العروس لهذا السوق لتجهز نفسها، من الإبرة حتى كماليات حجرة النوم، وكل مستلزمات عش الزوجية السعيد .

سوق زنقة الستات في المنشية

الزنقة فيها كل مستلزمات الإكسسوار والماكياج والزيوت الطبيعية والأقمشة المطرزة وأقمشة المفروشات والبطاطين والستائر والعطور وأدوات المائدة ، وأي عروس لابد أن تجهِّز نفسها من الزنقة لأنها ستحصل على مرادها بأرخص الأسعار، كما أنها ستتمتع باختيار ما يحلو لها وستجد أجود الخامات .

لماذا سمي سوق زنقة الستات بهذا الاسم

اكتسب سوق زنقة الستات اسمة بسبب شوارعه الضيقة وازدحامة الشديد , اما كلمة الستات فجائت بسبب ان معظم مريدي السوق من النساء والذي يوفر الكثير من الاحتياجات الخاصة بهم . ويقول البعض ان سبب التسمية يرجع الي وجود تاجر يهودي اسمة ( الي ستات ) فكان يقال زنقة ( الي ستات ) ومن هنا جاء الاسم سوق زنقة الستات .

تاريخ سوق زنقة الستات

يزيد عمر سوق زنقة الستات الي اكثر من قرن من الزمام , يقول البعض ان تاريخة يعود لعهد والي مصر محمد علي , في حين يعتقد بعض من اهالي الاسكندرية انه احد اثار الحملة الفرنسية علي مصر مما يجعلة اقدم في العمر . حيث يقول التجار انه كان اسطبل لخيول الجنود الفرنسيين لذا سمي الشارع الرئيسي الذي يحتضن السوق باسم " شارع فرنسا " كما يحيط بالسوق ما يزيد عن 50 منزل ثرياً , كانت مملوكة للتجار اليهود والمغاربة والليبين والشوام واليونانيين والذين كان اعمدة هذا السوق . 

بعد الثورة والتأميم تبدل الحال وتملك المصريون هذه الدكاكين وتطورت البضائع لتشمل ادوات الماكياج والمناديل المطرزة بالترتر والتجف والملابس النسائية والحقائب الجلدية والاحزمة ولعب الاطفال .

في عالم المسرح والسينما، تسللت صورة «زنقة الستات»، وأصبحت مادة ثرية لعدد من الأعمال الفنية التي روجت لها، ومن أشهرها مسرحية «ريا وسكينة» بطولة شادية وسهير البابلي وعبد المنعم مدبولي، وفيلم «زنقة الستات» بطولة فيفي عبده، وفيلم «صايع بحر» لأحمد حلمي. لذا يعج السوق دائماً بالزوار والسائحين من مختلف أنحاء العالم فهو أحد أهم المزارات السياحية بالإسكندرية، لكنه مهدد باستمرار من حيتان التجار ورجال الأعمال الذين يحاولون هدمه وتحويله إلى سوق تجاري عالمي حديث، لكن كبار التجار بالسوق يحاولون التصدي لتلك المحاولات خاصة أن الزنقة تنفرد بوجودها بين عدد من المساجد الأثرية التي تحيط بها وتجسد عظمة العمارة الإسلامية ويرجع تاريخها إلى 140 عاما، وجميعها من المساجد المعلقة مثل الشوربجي وتربانة والخراطين .


أحدث أقدم